لا أعلم ما سر هذا الكون ... بل ما سر هذه الدنيا ... تمضي بنا وتحملا وتوقعنا في مصائب ومصاعب شتى ... والسر العجيب أننا نبقى كما كنا ... فمهما تغير الزمان والمكان ، بل ومهما تغيرت الأحوال ، نبقى على حالنا سجناء .
في صباح كل يوم تغدونا الفرحة والسرور مع أشعة الشمس الساطعة التي تنشر الأمل في قلوبنا سائلة : هل سيمضي كما مضى الأمس دون جديد ؟ فما الجديد ؟ تمضي الأيام تلو الأيام ... والشهور تلو الشهور ... بل والسنين تلو السنين ... ويبقى السجن هو نفسه الذي كان بالأمس التليد ، والأسر هو نفسه الذي عد هذه الأيام صابرا ً يتتظر الفرج القريب .
فحدود السجن ثابتة ... وظله متغير طوال اليوم حتى يختفي ثم يعيد الكرة ويتجدد ... والسجان لم يزل يتجبر بنا في ظلمه وجبروته .
جاء الجيل تلو الجيل ، والتاريخ يمضي ولا يعيد نفسه ؛ بل يتجدد بمرور الأيام ، والعبر تبقى تدور في عجلة هذا الزمان .
رحماك ربنا أنت خالقنا ... أنت مليكنا ومبتلينا ... فرج عنا وكن لنا ناصرا ورحيما